شاهد كيف تمكنت حمامة من التغلب على قوة وسرعة صقر في مطاردة مثيرة
في صباح هادئ بالصحراء، كانت الشمس تشرق من بين الكثبان الرملية منذرة بيوم حار قادم، فجأة ظهر في السماء الزرقاء صقر جارح ضخم، جناحاه الواسعان ممتدان وعيناه الحادتان ترصدان الأرض بحثاً عن فريسة.
كان الصقر يحلق ببطء في دوائر واسعة، مستعرضاً ريشه البني الفاتح ومنقاره الأصفر اللامع، فجأة لاحظ الصقر طائراً صغيراً يحلق بعيداً عنه، فأسرع نحوه ظاناً إياه فريسة سهلة، لكن سرعان ما اكتشف الصقر أن الطائر ليس طائراً عادياً، بل هي حمامة زاجل رشيقة وسريعة.
بدأ الصقر يطارد الحمامة بسرعة فائقة محاولاً إمساكها، لكن الحمامة كانت تتفاداه ببراعة مدهشة، كانت تناوره في السماء بطريقة لافتة، تنزلق من بين مخالبه ثم تعلو فوقه ثم تنحرف يميناً ويساراً بخفة شديدة. كان منظرها وهي تراوغ عنفوان الصقر بتلك الرشاقة أمراً لا يُصدّق.
استمرت مطاردة مثيرة بين الصقر والحمامة في سماء الصحراء اللامعة، حاول الصقر مراراً وتكراراً الإمساك بالحمامة لكنها كانت أكثر ذكاءً ورشاقة، بعد محاولات عديدة شعر الصقر بالإحباط والإرهاق، فقرر أن يتوقف عن مطاردة هذه الحمامة النشيطة وأن يبحث عن فريسة أخرى.
أما الحمامة فقد شعرت بالانتصار وهي تشاهد الصقر يبتعد منهزماً، عادت لطيرانها الهادئ وسط سماء الصحراء مدركة أن قدراتها على المناورة والتحليق السريع هي ما أنقذ حياتها، شعرت الحمامة بالفخر لأنها استطاعت مواجهة هذا التحدي الكبير والفوز فيه بفضل مهارتها العالية في الطيران.